في أمسية مفعمة بالروحانية والبساطة، وقّع الخوري جوزيف سلوم كتابه السابع بعنوان “لك أصلي بالروح والحق” يوم الجمعة، 29 تشرين الثاني 2024، في صالون رعية مار فوقا – غادير. حضر الحفل نخبة من الشخصيات الدينية والسياسية والإجتماعية، وعلى رأسهم راعي أبرشية جونية المارونية سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري السامي الإحترام، إلى جانب عدد من الوزراء والنواب وأبناء الرعية وأصدقاء ومحبي الأب سلوم. وقد شكلت هذه المناسبة محطة هامة في مسيرة الأب سلوم الأدبية والروحية.
محتوى الكتاب وأبعاده الروحية
الكتاب الجديد هو ثمرة تأمل عميق يجمع بين التجربة الروحية والتعبير الأدبي المتميز. يتألف من ثلاثة أجزاء، ويُعَد امتداداً لأعمال الأب سلوم السابقة. الإصدار السابع في مسيرته الأدبية، إلى جانب التراتيل الدينية التي ألّفها، يعكس شغفه بالموسيقى الروحية والتثقيف الديني وتجسيد الإيمان من خلال خدمته الكهنوتية.
استلهم الأب سلوم في هذا الكتاب من قصة السيد المسيح والمرأة السامرية عند البئر، وهو لقاء يحمل في طياته حواراً روحياً عميقاً يمثل نموذجاً للتواصل بين الإنسان والله. وقد كتب هذا العمل بعد ليالٍ طوال من التأمل، ما سمح له بمزج الأفكار الروحية العميقة مع الأحاسيس الإنسانية، مما يلامس القلوب ويحفز على التفكير في العلاقة مع الله.
ذكرى مؤثرة
صدر الكتاب بالتزامن مع ذكرى الأربعين لوفاة والدته، التي كانت ركيزة أساسية في حياته، فشكّل إصدار هذا الكتاب تكريماً لروحها. أراد الأب سلوم أن يكون هذا العمل هدية لوالدته، ليبقى حضورها الروحي قائماً، ويشاركها في هذه المناسبة رغم غيابها الجسدي.
حفل التوقيع وأجواؤه الروحية
تميز حفل التوقيع الذي أقيم في رعية مار فوقا – غادير بأجوائه الروحية العميقة. أراد الأب سلوم أن يعكس جوهر الكتاب من خلال بساطة الحدث وعمقه. استمر الحفل لمدة خمس ساعات تخللتها تراتيل دينية عزفت على أنغام هادئة، مما أضفى طابعاً روحانياً متناغماً مع مضمون الكتاب ورسائله. كما تحدث الأب سلوم عن أهمية الصلاة الصادقة كوسيلة للتواصل مع الله في حياتنا اليومية.
فريق العمل والتنظيم
لعب فريق العمل دوراً حيوياً في نجاح الحفل، حيث تم اختيار كل فرد بعناية لضمان سير الأمور بسلاسة وتنظيم محكم. من استقبال الضيوف إلى توزيع الكتب، عكس الحفل روح الجماعة والتفاني في العمل. وخلقت هذه الأجواء العائلية شعوراً بالدفء خلال عملية توقيع الكتاب، حيث أتيح للحضور فرصة التواصل المباشر مع الأب سلوم.
أجنحة الحفل والتفاعل
عند دخول القاعة، استقبل الزوار مجموعة من لوحات أغلفة كتب الأب سلوم السبعة، التي أضافت طابعاً فنياً مميزاً للمكان. تضمن الحفل عدة أجنحة مخصصة، منها جناح توقيع الكتاب، وجناح للتفاعل مع الأب سلوم والتقاط الصور التذكارية. كما وُضع سجل ذهبي لتمكين الضيوف من كتابة مشاعرهم وتقديراتهم، مما أضفى بعداً إنسانياً مميزاً على الحفل. كان هذا التفاعل مع الجمهور عنصراً أساسياً في خلق أجواء روحانية محفزة على التأمل والتواصل مع الذات.
ومن الأجنحة:
جناح الكتابة والتصحيح والتنقيح والطبع: حيث تعرف الحضور على مراحل الكتابة والتطور التي مر بها الكتاب قبل أن يرى النور.
جناح قراءة كتب الأب سلوم: حيث أتيحت الفرصة للزوار لقراءة مقتطفات من مؤلفاته السابقة لبضع دقائق.
جناح تدوين الجمل أو العبارات التي أثرت في القارئ: حيث سجل الحضور مشاعرهم وتقديراتهم التي تركها الكتاب في نفوسهم.
جناح الضيافة: حيث تم تقديم المشروبات والوجبات الخفيفة في جو من الألفة والروحانية.
الختام
اختتم الأب سلوم الأمسية برسالة موجهة للجميع، حث فيها على التأمل والصلاة كوسيلة لتقوية العلاقة مع الله والبحث عن السمو الروحي. وأكد أن كتاب “لك أصلي بالروح والحق” ليس مجرد عمل أدبي، بل هو دعوة لكل فرد للدخول في حوار صادق مع الله ومع الذات، والبحث عن المعاني الروحية العميقة في حياتنا اليومية.
تشكر رعية مار فوقا – غادير ولجنتها الإعلامية جميع الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث المميز، معتبرة إياه فرصة للتعمق في القيم الروحية والإنسانية التي يطرحها الكتاب.
قزحيا صقر
اللجنة الإعلامية
رعية مار فوقا – غادير