يا إِخوَتِي، أَلمسيحُ هُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل، حَتَّى يَنَالَ بِهِ المَدْعُوُّونَ وَعْدَ الْمِيْرَاثِ الأَبَدِيّ.
وحَيْثُ تَكُونُ وَصِيَّة، لا بُدَّ مِن إِثْبَاتِ مَوْتِ المُوصِي؛
فَالوَصِيَّةُ تُثَبَّتُ بِمَوتِ المُوصِي، لأَنَّهَا لا قُوَّةَ لَهَا البَتَّةَ مَا دَامَ المُوصِي حَيًّا.
لِذلِكَ فَالعَهْدُ الأَوَّلُ نَفْسُهُ لَمْ يُدَشَّنْ بِغَيْرِ دَم.
فبَعْدَ أَنْ تَلا مُوسَى على جَمِيعِ الشَّعْبِ كُلَّ الوَصَايَا، كَمَا هيَ في الشَّرِيعَة، أَخَذَ دمَ العُجُول، مَعَ مَاءٍ وصُوفٍ قِرْمِزِيّ، وزُوفَى، فَرَشَّ على الكِتَابِ نَفْسِهِ وعلى الشَّعْبِ كُلِّهِ
قَائِلاً: «هذَا هُوَ دَمُ العَهْدِ الَّذي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ!».
وكَذلِكَ رَشَّ الدَّمَ عَلى المَسْكِن، وعلى كُلِّ آنِيَةِ الخِدْمَة.
فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ تَقْضِي بِأَنْ يُطَهَّرَ كُلُّ شَيءٍ تَقْرِيبًا بِالدَّم، ولا مَغْفِرَةَ بِدُونِ إِرَاقَةِ دَم.
فإِذَا كانَ مِنَ الضَّرُورِيِّ تَطْهِيرُ مَا هُوَ صُورَةٌ لِلأُمُورِ السَّمَاويَّةِ بِتِلْكَ الذَّبائِح، فَالأُمُورُ السَّماوِيَّةُ عَيْنُهَا تُطَهَّرُ بِذَبَائِحَ أَفْضَل.